أغلبية الباحثين يتفقون على أن الإنسان بطبيعته يعتبر قارتاًمن أهم القوارت على سطح الأرض،أي أنه يتغذى على المواد الحيوانية والنباتية.بدون شك،إن أساس هذا الإعتبارهوالتصميم  الذي يميز الجهاز الهضمي،وكل ما يتعلق بما نفضل من محتوى قاموس الأطعمة.أما فيما يخص الطبيعة،فإنها دائما وما زالت كريمة بما تنبت وتجود،والإنسان لا يتجاهل هذه المعاملة،ويعلم أن وراء هذه الوفرة تختبئ قيود وإلتزامات تفرضها الطبيعة بنفسها.ليست كل الأطعمة قابلة للإستهلاك بنفس الطريقة، وبعضها أكثر تطلبا من غيرها عند الإعداد والمضغ وخاصة في مجال خلط بعضها ببعض.وهذا هو موضوعنا هنا:تواءم  الأطعمة عند خليطها
إن جودة أي مادة غذائية وكل ما يتعلق بهاغير كافية لسد احتياجات الجسم اليومية كما نتصور،ولا مفر من معرفة طريقة الإستعمال،وهو ما يمكن أن نقارنه بنشيرة الدواء،لكي نعرف من خلالها كيف ومتى وطريقة خلطه،و لم لا، حتى الأغذية التي  تتواءم معها.إن قانون التوليف الصحيح بين الأطعمة قد تم تطويره من طرف الدكتورهيربرت شيلتون،في كتابه (1) يعرض بكل بساطة ووضوح القواعد التي تشكل أساس التوليف بين المواد الغذائية.وكل هذه القواعد التي قد يمكن أن تكون أولا تكون من الأفضل لصحة الإنسان،فإنها نتيجة ملاحظات عدة في ميدان فيزيولوجة الهضم.ولفهم المقصود بالتوليف الصحيح بين الأطعمة فيكفي الاعتباربأن  هناك مجموعات مختلفة من الأغذية و الدكتورهيربرت شيلتون يقسمها إلى المجموعات التالية،النشويات،الحبوب،البروتينات،الخضروالفواكه،وعملية هضمها مختلفة،ولهذا فإن؛


مدة الهضم تختلف من مجموعة لأخرى

 مكان الهضم يختلف
درجة الحموضة تختلف مع هضم كل نوع من الأطعمة
 

الانزيمات التي هي المواد المكلفة بتحويل المواد الغذائية خلال عملية الهضم ،مختلفة.وكل إنزيم يختص فقط بنوع واحد من الغذاء، ولا يتعامل مع أي غذاء آخر، مثلا


.إنزيم الاميليزأوالأميلاز يوجد في الفم،بالضبط في اللعاب، يحفز على هضم او تحلل النشا في الفم،ويتطلب وسط قلوي لكي ينجز مهمته


 الإنزيمات الموجودة في المعدة تحتاج إلى وسط حامض،ولا يجب تغييره خلال عملية الهضم
 

إنزيم البيبسين يقوم بهضم البروتينات في المعدة ،و الدرجة المثلى لعمل هذا الإنزيم هي 1.5 أس هيدروجيني إلى 2,2  أس هيدروجيني وهو وسط شديد الحموضة
 إنزيم البنكرياس  يقوم بتكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين في الإثنا عشري
 كل هذا يقودنا إلى الاستنتاجات التالية

خلط البروتينات والنشويات

ولو أن هذا الخليط هوالمحتوى الرئيسي لأكثرالوجبات الغربية الحديثة ،فإنه غير لائق، مثل لحم مع بطاطس،أوهامبرغرمع بطاطس مقلية،أو بيض مقلي مع خبز  
إن هضم الفيكولا بإنزيمات قلوية تمنع هضم البروتين بإنزيم البيبسين وعصارات حامضة أخرى
وهذا يفتح الأبواب للبكتيريات الموجودة داخل المعدة لأن تهاجم البروتين،وما ينتج عن هذا هوالتعفن
وبالتالي فإن المغذيات البروتينية تضيع تدريجيا حتى تصبح بدون فائدة
وهكذا فإن تناول البروتين والنشويات في نفس الوجبة يعتبر خلط سيء

خلط النشويات مع الحامض 

إن إفراز البتيالين تنقطع عند تواجد أي غذاء حامض مع النشوات.وإذا أكلنا برتقالة أو ليمونة أو أي حامض مع أي نوع من النشوات،فسوف نفقد حضور البتيالين لبداية تفكيك النشوات،والنتيجة أن المادة النشوية ستصل إلي المعدة بدون العصارة القلوية الازمة والنتيجة هي إطالة عملية الهضم وتزايد التخمرات

  خلط البروتينات مع الحامض

عندما تصل الأغذية الحامضةا إلى المعدة ،تقف حركة فرزحمض الهيدروكلوريك،ومع العلم أن إنزيم البيبسين لا يقوم بوظيفته إلابجانب الحامض الكلوريدري،فإنه يبقى محاصرا بدون فعالية
وهكذا فإن عصير البرتقال يؤثرسلبيا على هضم البيض،والخل القوي في السلطة يمنع هضم اللحوم

خلط البروتينات مع السكريات

إن عملية هضم وامتصاص السكريات تحدث بالأمعاء،عندما نتناولها مع بروتين،مثل كعكة بعد لحم،فإن هذا يعرقل هضم البروتين لتوقف إفرازالعصارة الهضمية،هذامن من جهة،ومن جهة أخرى
فإن السكريات تظل محاصرة في المعدة بدلا من المرور مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة
ووقت الإنتظارهذا يسبب تخمر السكرمن طرف البكتريات

أكل الفاكهة

إن هضم الفاكهة يتم  في الأمعاء،وخلال دقائق .ومرورها بالمعدة عبارة عن دخول وخروج في نفس الوقت.إذن تناول الفاكهة في آخر الوجبة يؤدي إلى أن تبقى محاصرة في المعدة بدون هضم،والنتيجة هي التخمرات والإضطرابات في الهضم،زيادة على الإحساس بالتعب
ولهذا فمن الأحسن أن نتناول الفاكهة قبل الأكل بنصف ساعة على الأقل،أوثلاث ساعات بعد الأكل.

وهنا يطرق بالنا سؤال،وكم من أطعة توجد في الطبيعة من دون أن تحتوي بداخلها على أكثر من مكون غذائي؟ طبعا أن كل الأطعمة التي نتناولها تحتوي على بروتينات،كاربوهيدرات،دهون في نفس الوقت. فقط نعرف أن الأطعمة يمكن أن تكون لها نسبة البروتينات مثلا أكبر،أو الكاربوهيدرات أو الدهون.هذا يعني أنه سوف لا نجد أطعمة  لها 100% بروتينات أو 100% كاربوهيدرات أو 100% دهون.وبالتالي فإن البروتينات والكاربوهيدرات والدهون الموجودة ضمن نفس الطعام سيتم هضمها في وقت واحد.وماذا عن  قانون التوليف الصحيح بين الأطعمة لشيلتون؟
وفقاً لما ذكره الدكتور هربرت شيلتون ،إن عملية هضم أي طعام يحتوي على عدة عناصرمختلفة بشكل طبيعي فإن جهازنا بواسطة  إفرازات دقيقة قابل للتعديل بسهولة لتلبية متطلبات الجهاز الهضمي .وهذا لايطبق في حالة تناول أطعمة مختلفة

 

الخلط الصحيح والموافق بين الأطعمة التي نتناولها يساعد على تحسين عملية الهضم وإمتصاص الأغذية،ولكن ورغم كل هذا فإنه ليس من الأفضل أن نقوم بعصر خلاياتنا العصبية بطرح أسئلة مثل،هل يجوز خلط الخيار مع اليوغورت أو الخس مع الطماطم  

صحيح أننا نملك عقلا ثانيا داخل المعدةا ويمكن لنا أن نأكل من كل شيء، لكن علينا أن نراجع تلك المبالغات فيما يخص الكميات والمقاييس،وأبعد من ذلك فإن عاجلا أم آجلا سوف يأتي وقت نترك فيه جانبا فكرة اتباع الآخرين وندرس صلاحية بعض العادات  في مجتمعنا بما فيها من ميولنا البدائي نحوالملذات والشهوات
وبالقليل من المعرفة يمكن لنا التوصل إلى توازن بين ما ينفعنا وبين ما يغري مركز ملذاتنا،وهذا منهاج جيد لإنشاء مشروع حول ما يمكن أن نسميه ب"الفضيلة وسط بين الإفراط والتفريط


 

 

 

 

قائمة المراجع

 

 
   (1)

-Food Combining Made Easy

Herbert M.Shelton

Willow publishing,Inc. San Antonio, Texas

Revised edition, 1989

 

-La Antidieta 

Harvey y Marilyn Diamond.

Publishing house Urano (España) 1996

 

- El Tao de la salud,el sexo y la larga vida

 Reid,,Daniel

Urano,Barcelona,1989


Read more